المنطقة الخامسة.معركة جبل الذروة بوخضرة سبتمبر 1959

 

الولاية الأولى التاريخية. المنطقة الخامسة.معركة جبل الذروة بوخضرة سبتمبر 1959 . •وقعت هذه المعركة بجبل الذروة الذي يقع بين بوخضرة والعوينات بالمناطق الحدودية، بعد عبور كتيبتين من المجاهدين عبر الحدود تتكون من 06 فصائل من بينها كتيبة تحمل الاسلحة بقيادة النقيب لخضر لقبايلي يبلغ عدد أفراد الفصيلة 135 مجاهدا، إستعملت هذه الكتيبة 10 بغال لنقل أسلحة تتمثل في: -مدافع مورتي 80 ملم. -مدافع مورتي 50 ملم. -02 بازوكا. -03 أجهزة اللاسلكي. بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة. -15 رشاش MG-24 و MG-42. أما الكتيبة الثانية بقيادة خريف ڨنز البالغ عدد أفرادها 115 مجاهدا، أما قادة الفصائل فهم: مهدي يحي،مخازينة مبروك، عبد العزيز زغلامي. تتمثل مهمة هذه الكتيبة في حماية وحراسة الكتيبة الأولى المحملة بالأسلحة والذخيرة، كان تسليح الكتيبة الثانية يتمثل في 09 قطع رشاش من نوع MG-24 و MG-42 واسلحة فردية مختلفة. • بعد دخول الكتيبتين التراب الوطني تم الاتصال بالأهالي بجنوب جبل بوخضرة ليلا لتناول وجبة العشاء، علموا هناك بوجود قوات فرنسية بالمنطقة في كل من جبل بوخضرة والذروة منذ صبيحة ذلك اليوم، وهذا بسبب وشاية، و الأخبار لم تصل بعد بإنسحاب هذه القوات أو مكوثها ليلا. وعلى الساعة الثالثة صباحا واصلت الكتيبتين سيرهما فالتقت بدورية المراقبة للمجاهدين التي علمت بأن المنطقة تحيطها قوات العدو، وأثناء ذلك أمرت الكتيبتين بالاستعداد والتمركز في قمة الجبل. • في حدود الساعة السادسة من صباح الغد أطلق العدو نيران قواته مستعملا مدافع الميدان، الطائرات الاستطلاعية والمقنبلة والمروحيات، وعدد كبير من الدبابات والآليات قدمت من مختلف المراكز (المريج الونزة، العوينات، مرسط، تبسة، بوخضرة) . ودامت المعركة من الساعة السادسة صباحا الى 11 من نفس اليوم، وأعطيت أوامر لمجاهدي الكتيبتين بالتسلل والخروج من الحصار أما قوات العدو بقيت في المنطقة حتى الصباح واستعملت الطائرات والأضواء الكاشفة والقنابل المضيئة لتفتيش المنطقة. • كانت حصيلة المعركة حسب ما صرح به المواطنون وجرائد العدو نفسها خسائر كبيرة تكبدتها قوات العدو وتحطيم ثلاث طائرات إستطلاعية مقنبلة من نوع الطائرات الصفراء، حيث أن العدو أستعمل لنقل الموتى والجرحى أربع طائرات مروحية بدا من الساعة الواحدة بعد الزوال الى ساعة متأخرة من الليل. أما خسائر جيش التحرير الوطني فكانت سقوط 75 شهيدا في ميدان الشرف من بينهم : زايد جنينة، حملة قدور ، زدايرية محمد الصالح، الطاهر هوام. ومن الجرحى: بيازة عز الدين، مخازنية صالح. كما فقد جيش التحرير الاسلحة المحملة على متن 10 بغال المذكورة آنفا بعد إكتشافها من طرف الطائرات رغم الإستراتيجية التي وضعت لها من قبل الكتيبة وتكليف حوالي 50 مجاهدا لحمايتها، إلا أن إكتشافها أدى إلى قنبلتها بالقنابل الغازية الحارقة وبعدها تقدمت كتيبتين فرنسيتين الأولى بقيادة ملازم فرنسي والثاني بقيادة حركي يدعى فارس مما أدى إلى إشتباك عنيف نتج عنه مصرع الملازم الفرنسي والحركي فارس. • وبعد تسلل المجاهدين تمكنوا من الخروج من الحصار على عدة مجموعات ووصول بعضها التراب التونسي بمساعدة المواطنين، وتوجه آخرون إلى جبل الحوض لقضاء ليلتهم. • كان رد فعل الإستعمار همجي على سكان المنطقة التي طوقها وقبض على العديد من الأهالي وأشتعلت النيران في المنازل وترحيل المواطنين الى المراكز وخاصة من المناطق الجبلية كما تم إعدام 20 مواطنا. المجدّ والخلود لشهدائنا الأبرار رحم الله الشهداء الأبرار والشرفاء المخلصين